لا يمكن للشخصية الاجتماعية- التي نعرّفها بالدائرة النفسية للفرد- والبنية الاجتماعية الاقتصادية للمجتمع أن تكونا منفصلتين فأي تغيير يطرأ على إحديهما يعني تغييرا فيهما معا، لذلك لا يمكن البحث في سبل خلق تغيير في البنيتين السياسية والاقتصادية لترقب تطوير طبائع البشر وقيمهم وشخصيتهم، أو تغيير عقلية الإنسانية. ولا العكس ممكن. بل تغيير كليهما. فلبناء مجتمع جديد يستلزم منا الأمر التخلص من نمط التملك والانتقال لنمط الكينونة، وذلك بالانتقال من الاهتمام بالأشياء المادية والربح الاقتصادي إلى الاهتمام بالإنسان وما هو جوهري، وكذا التكافل مع الطبيعة لا السعي للسيطرة عليها وتدميرها، علينا خلق ظروف طيبة للعيش للناس لكن دون إشباع الحد الأقصى من دوافعهم الشهوانية المدمرة... لا أحد يستطيع التنبؤ بإمكانية تحقيق هذا أم لا، لكن هذا التغيير يتوقف على عامل واحد: كم من العلماء والمفكرين يمكن أن تشغلهم حقيقة أن هدفنا هذه المرة ليس السيطرة على الطبيعة، وإنما السيطرة على التكنولوجيا، وعلى القوى والمؤسسات الاجتماعية اللاعقلانية التي تهدد بقاء الجنس البشري -أو بقاء إنسانيته-. إن المخططات ذات الأ...